قبل أن تصبغي شعرك يجب أن تعرفي هذه الأشياء

صبغ الشعر أصبح جزءاً من روتين الجمال لدى العديد من النساء حول العالم، فهو يمنح مظهراً جديداً ويعزز الثقة بالنفس. مع انتشار العديد من الصيحات والتقنيات المختلفة لصبغ الشعر، أصبح اختيار اللون المناسب وطريقة الصبغ من الأمور التي تحتاج إلى معرفة عميقة قبل اتخاذ القرار. فالصبغ ليس مجرد تغيير لون فقط، بل هو عملية كيميائية قد تؤثر على صحة الشعر وفروة الرأس، ولذلك يجب التعامل معه بحذر ووعي كاملين.

في هذا المقال، سيتم التطرق إلى جميع الأمور التي يجب معرفتها قبل صبغ الشعر، من فهم طبيعة شعرك، أنواع الصبغات، التأثيرات الجانبية المحتملة، إلى النصائح الهامة للعناية بالشعر بعد الصبغ. سيشمل المقال شرحاً مفصلاً علمياً ومهنياً، مع التركيز على تقديم محتوى غني بالمعلومات المفيدة التي تهم كل امرأة تفكر في صبغ شعرها.

طبيعة الشعر وتأثيرها على الصبغ

يعتبر فهم طبيعة الشعر الخطوة الأولى والأساسية قبل الخوض في عملية الصبغ. يختلف الشعر من شخص لآخر في عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر على كيفية تفاعل الشعر مع الصبغة:

• نوع الشعر: هل شعرك ناعم، خشن، مجعد أم مستقيم؟ فكل نوع يستجيب بشكل مختلف للصبغة، حيث تمتص أنواع الشعر المختلفة الصبغة بطرق متفاوتة.

• حالة الشعر الصحية: الشعر التالف أو الجاف يستجيب بشكل أقل إيجابية للصبغات الكيميائية، وقد يتعرض للتقصف أو التساقط بسهولة بعد الصبغ.

• لون الشعر الطبيعي: لون الشعر الأصلي يؤثر على النتيجة النهائية للصبغة، فالشعر الداكن يحتاج إلى مراحل تفتيح أطول أو أقوى مقارنة بالشعر الفاتح.

• وجود صبغات سابقة أو معالجات كيميائية: إذا تم صبغ الشعر أو معالجته كيميائياً سابقاً (مثل فرد الشعر أو تمويجه)، فإن ذلك يؤثر على تفاعل الشعر مع الصبغة الجديدة، وقد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة.

أنواع صبغات الشعر

يوجد العديد من أنواع صبغات الشعر التي تختلف من حيث المكونات وطريقة التأثير على الشعر، ويمكن تقسيمها إلى:

1. الصبغات الدائمة

تعتبر الصبغات الدائمة الأكثر شيوعاً، وتعمل عن طريق فتح قشرة الشعر وإدخال الصبغة داخل الألياف. تستخدم عادة مواد أكسدة (مثل بيروكسيد الهيدروجين) لتفتيح الشعر أو تثبيت اللون.

• مزاياها: تثبيت اللون لفترة طويلة، إمكانية تغيير اللون بشكل جذري.

• عيوبها: تسبب جفاف الشعر وتلفه إذا لم تُستخدم بشكل صحيح، وتتطلب عناية مكثفة بعد الصبغ.

2. الصبغات شبه الدائمة

تعمل هذه الصبغات على تغليف الشعر بلون مؤقت لا يخترق الألياف بشكل عميق، وعادةً ما تبقى من 4 إلى 6 أسابيع.

• مزاياها: أقل ضرراً للشعر، تعطي لمعة لونية طبيعية، مناسبة لمن يرغب بتغيير لون مؤقت.

• عيوبها: تحتاج إلى تكرار التطبيق للحفاظ على اللون، لا تغير لون الشعر بشكل جذري.

3. الصبغات المؤقتة

تُستخدم لأغراض تجميلية مؤقتة، مثل الرش أو الجل الملون، وتزال بعد غسل واحد أو اثنين.

• مزاياها: آمنة جداً ولا تؤثر على صحة الشعر.

• عيوبها: لا تدوم طويلاً وتقتصر على تغييرات سطحية.

4. الصبغات الطبيعية

مثل الحناء والكركم والقهوة، وتعتبر خياراً صحياً لمن يريد تغيير اللون مع تقليل الأضرار الكيميائية.

• مزاياها: مواد طبيعية آمنة، تعزز صحة الشعر، تمنحه لمعاناً ونعومة.

• عيوبها: تأثيرها محدود على الألوان، وتحتاج وقتاً أطول للتطبيق.

التأثيرات الجانبية المحتملة لعملية صبغ الشعر

رغم الفوائد الجمالية للصبغات، إلا أن هناك مجموعة من المخاطر والتأثيرات الجانبية التي قد تنتج عن الاستخدام غير الصحيح أو المتكرر للصبغات الكيميائية:

• تلف الشعر وتقصفه: نتيجة تفاعل المواد الكيميائية مع البروتينات في الشعر، مما يسبب جفافه وضعفه.

• تحسس فروة الرأس: قد يحدث تهيج، حكة أو حساسية بسبب المواد الكيميائية في الصبغة، وفي حالات نادرة قد تظهر طفح جلدي أو تورم.

• تغير لون الشعر غير المتوقع: قد لا تكون النتيجة النهائية مطابقة لما تم اختياره بسبب اختلاف طبيعة الشعر أو استخدام الصبغة على شعر معالج سابقاً.

• تساقط الشعر: قد يحدث تساقط مؤقت أو دائم إذا كانت المواد قوية أو تم تركها لفترة طويلة على الشعر.

• تأثيرات صحية على المدى الطويل: هناك دراسات تشير إلى احتمالية تأثير بعض المواد الكيميائية في الصبغات على الصحة العامة مثل اضطرابات هرمونية أو مشاكل في الجهاز التنفسي عند التعرض المستمر.

نصائح قبل صبغ الشعر

هناك عدة خطوات وإجراءات يجب اتباعها لتقليل المخاطر وتحقيق أفضل النتائج عند صبغ الشعر:

• اختبار الحساسية: يُنصح بإجراء اختبار حساسية على جزء صغير من الجلد قبل استخدام الصبغة الكاملة لتجنب ردود فعل تحسسية.

• تحديد نوع الشعر بدقة: استشارة متخصص في العناية بالشعر لتحديد نوع الشعر والحالة الصحية، واختيار الصبغة المناسبة.

• الابتعاد عن الصبغ المتكرر: يجب ترك فترات مناسبة بين كل صبغة وأخرى للسماح للشعر بالتعافي.

• تجنب الصبغ على الشعر التالف جداً: إذا كان الشعر جافاً ومتقصفاً بشدة، من الأفضل معالجة الشعر أولاً قبل الصبغ.

• اتباع تعليمات الاستخدام بدقة: قراءة تعليمات الشركة المصنعة والالتزام بالوقت المحدد لتطبيق الصبغة.

• استخدام منتجات العناية المناسبة: اختيار شامبو وبلسم مخصصين للشعر المصبوغ للحفاظ على اللون وصحة الشعر.

العناية بالشعر بعد الصبغ

بعد الانتهاء من الصبغة، يحتاج الشعر إلى رعاية خاصة للحفاظ على اللون ومنع التلف:

• الترطيب المستمر: استخدام ماسكات وزيوت طبيعية لترطيب الشعر بعمق.

• تجنب التعرض المفرط للحرارة: التقليل من استخدام مجففات الشعر، مكواة الفرد أو التمويج.

• استخدام منتجات حماية من الأشعة فوق البنفسجية: الشمس تؤثر سلباً على لون الشعر المصبوغ.

• غسل الشعر بشامبو مخصص للشعر المصبوغ: يحتوي على مواد تحافظ على لون الصبغة لفترة أطول.

• التقليل من غسل الشعر: الاستحمام المتكرر قد يؤدي إلى فقدان لون الصبغة أسرع.

جدول يوضح الفروقات الأساسية بين أنواع الصبغات

خلاصة

صبغ الشعر تجربة جمالية تحمل في طياتها العديد من الفوائد لكنها تحتاج إلى حذر ووعي. الفهم الجيد لطبيعة شعرك، اختيار نوع الصبغة المناسب، والتقيد بالإرشادات والنصائح الصحيحة قبل وبعد الصبغ، كلها عوامل تساعد في الحفاظ على صحة الشعر وجمال اللون لأطول فترة ممكنة. الاهتمام بهذه التفاصيل سيجنبك الكثير من المشاكل التي قد تطرأ من الاستخدام الخاطئ أو العشوائي للصبغات، ويضمن لك مظهراً مشرقاً وجذاباً دون الإضرار بجودة شعرك.

المراجع

1. American Academy of Dermatology Association – Hair Dye and Hair Color: Safety and Risks

2. Journal of Cosmetic Dermatology – Effects of Hair Dye on Hair Shaft and Scalp Health (2021)